Canalblog
Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

مشكل الصحراء الغربية

10 octobre 2007

في حوار مع أسبوعية " لافيريتي" رئيس الكوركاس يراهن على الخطاب الإيجابي للجزائر

أكد رئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، السيد خليهن ولد الرشيد في حوار خص به أسبوعية " لافيريتي" بتاريخ 28 أبريل أن الحكم الذاتي الذي يقترحه المغرب في الأقاليم الجنوبية " يحفظ بالأساس المصالح والخصوصيات المغربية"، مضيفا أن ذلك " لا يمنع من استلهام تجارب الحكم الذاتي القائمة عبر العالم"

مرور رئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية في إحدى البرامج خلق الكثير من التعاليق التي لم تكن كلها في صالحه، فالبعض ذهب إلى حد اتهام خليهن ولد الرشيد بالانغلاق، عندما بدا أنه يلغي كل مسؤولية وتدخل للجزائر في  ملف الصحراء، خاصة وهو يختزل الإشكالية إلى مشكل مغربي-مغربي.

وفي الواقع، لا يمكن لنا أن نساير طرح المناضل عن قضية مغربية الصحراء، السيد خليهن ولد الرشيد الذي كان ضمن أوائل النخبة المحلية التي التحقت بالوطن الأم، عندما يخلي تماما طرف الجزائر من الصراع.  إنما يتعين أن يحل المرء محل الشخص الذي عاش مخاض الحركة الانفصالية، ليعرف أن الجانب المغربي قد افتقد إلى البيداغوجية وحس الاستماع في معالجة المشكلة.

ولا يمكننا أن ننسى الفترة التي شهدت قمع المظاهرة التي نظمت سنة 1973 بمدينة طان طان من أجل تحرير الصحراء المغربية، حيث اجتمع الشباب المناضل الصحراوي حول برنامج للتحرير، الأمر الذي كان عاديا في الفترة التي كانت فيها ليبيا والجزائر يتبنيان فيها الحركات التحررية عبر العالم، ما أدى إلى انعقاد مؤتمر" أطار" (شمال موريتانيا) وصياغة ميثاق من 22 نقطة لتأسيس البوليساريو. وتم هذا في مرحلة نعرفها جيدا، في سياق الصراع بين المعسكرين الشرقي والغربي ، وكذلك الجهوي العربي، بعد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر وظهور التيار الناصري الذي تأثر به النقيب القدافي الذي كان يمول حينئذ علنيا الحركة الانفصالية الايرلندية، كما ساند بشكل صريح انقلاب سنة 1971 ضد الملكية بالمغرب .


ذلك هو الإطار العام لقضية الصحراء، أما حاليا، فالأمور قد تغيرت، وأفكار خليهن ولد الرشيد، في الحوار الذي خص به أسبوعية " لافيريتي"، تعيد وضع الإطار لتصريحاته. يوضح مؤسس حزب الوحدة الوطنية الصحراوي "البونس" سنة 1974، ورئيس الكوركاس حاليا آراءه ومقاربته، ويدافع عنها، ويبدو أن الرجل الذي كان منذ السبعينات " بداخل" الملف وصاحب كافة تطوراته، يفضل المسائل الايجابية، ويرى أن إقحام الجزائر في مشكل كان مخاضه داخليا بالمغرب ليس سوى تفريعا له، بيد أن هذه هي نقطة التحول التي ركز عليها خطاب 25 مارس 2006. أكثر من ذلك، بعد الخطاب الملكي، يتعين الحديث عن ملف الصحراء من خلال محطتين: قبل 25 مارس وبعد 25 مارس.

يبقى معرفة كيف تطورت الأشياء؟ رئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية يعبر عن تفاؤله الذي يعتبره منطقيا وغير سادج، ويوضح رؤيته بالنسبة لمشروع الحكم  الذاتي الذي يتعين عليه إغلاق الملف بشكل نهائي.

"لافيريتي" : مثلا عندما تقول بان المشكل مغربي-مغربي وأن الجزائر ليست لها يد في الموضوع، لم نفهم حقيقة ما يدور في ذهنك؟
خليهن ولد الرشيد:  انه أمر بسيط سبق لي وبشكل واضح أن قلت أن مشكل الصحراء مشكل مغربي داخلي لكنه اتخذ بعدا دوليا. وفي إطار التفرعات الدولية لهذا البعد، تم إقحام الجزائر، لأنه كانت لنا خلافات معها في الماضي تتعلق بالحدود. عندما انفجر مشكل الصحراء كان مشكل الحدود لا يزال قائما. غير أن الجزائر اليوم ليست الجزائر التي نتحدث عنها في ذلك الوقت، ففي الماضي كانت بلد الحزب الواحد، وبلدا اشتراكيا ...الخ اليوم، تغيرت الأمور وأصبح بالجزائر أكثر من حزب وأصبح بلدا ديمقراطيا حيث الصحافة حرة والشعب يمكنه الحديث بحرية... إنني الآن أقوم بتشخيص لما أرى وما أسمع.

أولا، التوصل إلى أن أصل المشكل وقع بين الصحراويين والإدارات المختلفة التي ترجع إلى سنة 1956 أي عندما حصل المغرب على الاستقلال حيث لم يعط الصحراويون الاهتمام الكافي. وعندما بدا الجيل الأول يتحدث عن السياسة وقعت أحداث جامعة محمد الخامس، فكانت الصدمة. وهذه " الصدمة التي كانت أصل المشكل" هي التي أدت إلى نشأة البوليساريو في البداية كانت ثورة لتحقيق المطالب واستغاثة لإثارة الانتباه.

و في سياق تلك الظرفية التي كانت تطبعها الحرب الباردة والصراعات الجهوية، كانت إحدى نتائج ذلك هذا الوضع، أننا أدينا الثمن. وعلى هذا المستوى بالذات، عرف المشكل تداخلات دولية بينما كان مشكلا مغربيا صرفا، وهذه هي الإشكالية والعقدة الجوهرية التي حلها صاحب الجلالة محمد السادس يوم 25 مارس بالعيون. ربما هناك العديد من الناس لا يفهمون ذلك لحد الآن، لكن جلالة الملك فك هذه الإشكالية، لأنها أصل هذا المشكل، بعد ذلك، سنعالج باقي المشاكل التي هي حسب رأيي ثانوية .

أما بالنسبة للجزائر البلد الجار الصديق والشقيق، فأؤكد أنه ليس طرفا في المشكل و مسؤوليه يقولون إنه ليست لهم مطالب في الصحراء، لكنهم استضافوا الصحراويين لأنهم لجأوا إليهم...لذلك فأنا أثق بهم عندما يقولون ذلك، وأطلب منهم أن يساعدونا على التصالح فيما بيننا، فمطلب البوليساريو، ومطلب الصحراويين  هو الحق السياسي الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، الآن هذه الأشياء مضمونة وهي الهدف الأساسي للحكم الذاتي .11

"لافيريتي" : الخطاب الجزائري غير واضح ومتناقض، من جهة يقول إن الجزائر ليست طرفا، ومن جهة أخرى نرى بأنهم يساندون الانفصاليين.
خليهن ولد الرشيد:  أنا أراهن على الجانب الايجابي للخطاب الجزائري ولا أراهن أبدا على الجانب السلبي .

"لافيريتي" : سبق و أن قلت أيضا أن محمد عبد العزيز يمكن أن يصبح رئيسا للحكومة المحلية في إطار الحكم الذاتي..
خليهن ولد الرشيد:  وذلك بعد قبول بعد الشروط من بينها تقديم البيعة الى صاحب الجلالة ، والاعتراف بالسلطة المغربية ..الخ بعدها لن يكون هناك أي مانع هذا الاحتمال ممكن، وسأساعد عبد العزيز إذا تطلب الأمر ذلك.

"لافيريتي" : رغم أنه كان دائما يلوح بالتهديدات..
خليهن ولد الرشيد:  انه أخي، انه أخونا جميعا، محمد عبد العزيز مغربي ككل المغاربة صحيح أنه مغربي له أفكار غير منطقية، لكن رغم ذلك يبقى أخا، مثله مثل الفقيه البصري وكل المعارضين الذين كان محكوما عليهم بالإعدام الذي قاموا فيما بعد بجولات حول العالم ، لكنهم اليوم اندمجوا في المجتمع المغربي، صحيح أن معارضة عبد العزيز كانت عسكرية لكن بالنسبة لي إذا غير محمد عبد العزيز الاتجاه، فسيبقى مغربيا كجميع المغاربة ويمكنه أن يتمتع مثلهم بكل الحقوق.

"لافيريتي" : بعض التعليقات تقول إنك تتجاوز كل صلاحياتك
خليهن ولد الرشيد:  لا أتكلم عن أي قطاع آخر سوى مشكل الصحراء.

"لافيريتي" : هل للمجلس اليد المطلقة في كل الملف؟
خليهن ولد الرشيد:  الدور الأول للمجلس هو مساعدة صاحب الجلالة للمحافظة على الوحدة الترابية والوطنية للمملكة المغربية

"لافيريتي" : نلاحظ أن هناك احتجاجات لبعض القبائل على طريقة التمثيل داخل الكوركاس   
خليهن ولد الرشيد:  انه شيء طبيعي ، فالكل يريد أن يكون عضوا في الكوركاس مما يمنح المجلس المصداقية بالنسبة لي فهذا الأمر أعتبره معيارا للمصداقية.

"لافيريتي" : بشكل آخر الكل مهتم رغم أن الكل ليس عضوا في المجلس...
خليهن ولد الرشيد:  تماما كل شخص يمكن أن يساهم ولو بجزء يسير في المهمة التي نقوم بها يعتبر شخصا معنيا بالأمر ..سوف نقوم بتوجيه طلب إلى كل شخص يمكن أن يساهم ولو بجزء يسير في تقوية الوحدة الوطنية.

"لافيريتي" : كيف تعملون؟
خليهن ولد الرشيد:  بشكل احترافي

"لافيريتي" : ماذا تقصدون بذلك؟
خليهن ولد الرشيد:  اننا نعمل منذ 25 مارس ، بطريقة سريعة، ديمقراطية وتلقائية

"لافيريتي" : فاجأت الكثير عندما تكلمت عن التدبير الكارتي، البعض نبه إلى انك كنت وزيرا و رئيسا المجلس البلدي لمدينة العيون...
خليهن ولد الرشيد:  لأن الناس ليست لهم كل المعطيات أو لا يفهمون أو يتناسوا التاريخ. كنت وزيرا خلال فترة الحرب . و كانت لدي مهمتان أساسيتان: الأولى تنمية الصحراء التي أصبحت على ما هي عليه بفضل مجهودات وعمل الدولة منذ سنة 1975. لقد عرفت الصحراء تغييرا كبيرا بوثيرة سريعة وخلال فترة صعبة. وباختصار، مهمتي كانت تغيير الصحراء وجعلها في مصاف باقي جهات المملكة وبالتالي تمكنا من تحويل مجتمع من الرحل إلى آخر مستقر. كما تم تحويل الاقتصاد وخلقنا أسباب الراحة في أماكن كانت فيها منعدمة...

من جهة أخرى، كانت لدي مهمة سياسية تتعلق بالمساعدة في كل جوانب المعركة المغربية في المرحلة، والدفاع عن كل المهام التي كلفني بها صاحب الجلالة الحسن الثاني تغمده الله برحمته سواء على المستوى الداخلي أو المستوى الدولي . فخلال الحرب نجحنا في حل كل المشاكل التي وجدت معها و ربح المغرب الحرب، فهذه المعركة تم الفوز فيها من خلال الجانب العسكري و السياسي والداخلي و أيضا التنمية الجهوية . أما المشكل فلم يظهر إلا بعد وقف إطلاق النار.   وأنا لم أتكلم عن التدبير الكارثي وإنما عن تراخي كبير أفقدنا كل ما ربحناه من قبل .

"لافيريتي" : لكن كان هناك جانب التدبير الأمني..
خليهن ولد الرشيد:  كلا. ما يجب عدم نسيانه هو أنه كان هناك تدبير له علاقة بفترة الحرب حيث لا يمكننا تحليل وضعية خارج إطارها العام، فهدا التدبير كان مرتبطا بهذه الوضعية . أظن شخصيا أن فترة الحرب دبرت بطريقة جيدة في جانبيها السياسي الأمني. لكن بعد وقف إطلاق النار وقع هناك ارتباك

"لافيريتي" : أتظنون أن المغرب تمكن من استرجاع أقاليمه الجنوبية؟
خليهن ولد الرشيد:  الجنوب كان دائما مسترجعا لكن المشكل كان في التوجه الذي نعتبره اليوم واضحا.

"لافيريتي" : ما هي المبادرات التي ستقومون بها على المستوى الدولي؟
خليهن ولد الرشيد:  سوف نقوم ببرنامج عمل سيغطي كل جوانب ملف الصحراء على المستوى السياسي و الاقتصادي والاجتماعي .

"لافيريتي" : البعض أراد محاسبتك على طريقة في التسيير جهويا..
خليهن ولد الرشيد:  يجب القول بطريقة متهكمة..أجيب بأنني لست رجل أعمال ولست متورطا في أي شيء. قمت بالمهام التي أوكلني إياها صاحب الجلالة  المرحوم الحسن الثاني و التي أوكلت بها من طرف جلالة الملك محمد السادس إذن فانا لا أقوم إلا بعملي .

"لافيريتي" : إذن عودة مدوية للسياسي خليهن بعض قطع مرحلة داخل الصحراء ادا صح التعبير
خليهن ولد الرشيد:  لا أعرف ان كان الحديث عن قطع الصحراء صائبا فأنا  من الرحل متعود على قطع الصحراء فأنا أكثر صلابة من غير المتعودين عن التنقل هذه المرحلة كانت مهمة جدا لأنها مكنتني من مشاهدة المجال الوطني لكن في نفس الوقت ظللت مرتبطا ببلدية مدينة العيون  انه عمل أعتز به و يقربني من المشاكل و التغييرات التي تعرفها المدينة  في وسط المدينة ظللت أعمل في البلدية دون أن أبتعد عن المشاكل الوطنية

"لافيريتي" : هل افتقدت السياسة؟
خليهن ولد الرشيد:  أقول نعم أحب السياسة انه المجال الذي أفضله

"لافيريتي" : مع المهمة الجديدة كيف سيصبح خليهن؟
خليهن ولد الرشيد:  في الحياة لا يمكن وضعي داخل صورة معينة لأنه دائما لدي أفكار خاصة

"لافيريتي" : عندما تزعج هل ترضى عن ذلك؟
خليهن ولد الرشيد:  ...ليس دائما لأنني لا أقوم بذلك لكي أزعج أقوم بما أقوم به لأنني على علم أنني أحمل شيئا ايجابي للقضية الوطنية إنني لا أقوم بالإزعاج من أجل الإزعاج لكن أقوم بذلك عن قناعة.

"لافيريتي" : اذا طلبت منك أن تعرف بنفسك؟
خليهن ولد الرشيد:
شيء صعب لأن ذلك يقلقني بعض الشيء، لأن الأناس العاديين لا يحبون الحديث عن أنفسهم . أنا مغربي انتمي للجنوب لم تتم تربيتي في القالب العام للشمال، لكن تأقلمت بشكل سريع مع القالب الوطني  وأحاول إعطاء طريقا للجنوب، لأنني أظن أن على الإنسان أن لا  ينتظر دائما ما يأتي من الشمال
   

Publicité
Publicité
مشكل الصحراء الغربية
Publicité
Publicité